راسخ الكشميري يكتب: كورونا يفضح المتشدقين بحقوق الإنسان
أزمة فيروس كورونا فضحت دولا عديدة في التعامل مع مواطنيها، كما كشفت عن الدول التي اهتمت بمواطنيها أفضل اهتمام، واستشف المنبهرون بالغرب عوار الدول الغربية المتشدقة بحقوق الإنسان، وستتسبب الأزمة في تغيير العلاقات الدولية حسب مصالح الدول الوطنية، الصحية والاجتماعية والأمنية.
توجد تأثيرات في شتى الدول، ظهرت بعضها وأخرى لا زالت في المخاض، وستظهر بعد أزمة فيروس كورونا الجديد، ومما ظهر في باكستان أزمة الزوار الباكستانيين الذين ذهبوا منها إلى (قُم) ولما أعادتهم إيران عاد البعض منهم مصابا بالفيروس، فكانت أولى الحالات المسجلة في باكستان قادمة من إيران.
لباكستان معابر حدودية مع الصين، الهند، أفغانستان، إيران، ولم تدخل باكستان حالة واحدة من الصين منذ ظهور فيروس كورونا في (ووهان الصينية) في أواخر ديسمبر ٢٠١٩م، ولكن ما إن دُفع الزوار الباكستانيون من مزارات (قُم) الدينية – حسب زعمهم- إلى باكستان بدأت باكستان تتلوث بالفيروس.
قبل أيام ظهر وسم باالأردية في باكستان يحدد (زلفي بخاري) وهو المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لشؤون المغتربين ويوضح أنه مجرم وطني، قام الباكستانيون بتحميله المسؤولية الكاملة في إدخال الزوار القادمين من إيران، اليوم يعود وسم آخر للواجهة، وهو: #zulfibukhari_coronasmuggler
الوسم #ZulfiBukhari_CoronaSmuggler يوضح من جديد أن زلفي بخاري مهرب الكورونا إلى باكستان، وقد صرح مسؤول الصحة في باكستان د. ظفر مرزا أن ما يقارب ٧٨٪ من الحالات المصابة بفيروس كورونا وردت من إيران، وهذه النسبة كانت حين كان المصابون في باكستان عددهم ١٥٠٠، الآن بلغوا 2,686 مصاب.
في المقابل قام المدافعون عن زوار إيران بإلقاء تهمة نشر فيروس كورونا في باكستان على جماعة التبليغ، والهدف من تحويل هذا المسار إعلاميا على وسائل التواصل الاجتماعي هو التغطية على المتسببين وتحوير الموضوع إلى موضوع طائفي، بحيث تم إقحام مكون سني في باكستان مقابل المحور الشيعي.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل أقحمت بعض الجهات اسم السعودية في الموضوع من أجل التغطية على مسمى إيران، فبدؤوا يقارنون زوار قم والمراكز الدينية الأخرى في إيران، بالمعتمرين إلى بيت الله الحرام وزائري المسجد النبوي الشريف، واتهموهم بأنهم حين عادوا حملوا معهم الفيروس.
كشاهد مباشر ومطلع بعين اليقين بما اتخذته السعودية من إجراءات واحترازات وقائية حتى قبل أن ينتشر الفيروس في السعودية فإنني أدرك تماما أن هذه المقارنة في الإعلام الفارسي تأتي ردا على إظهار حقيقة دخول الفيروس من إيران، ومحاولات تشتيت وتمويه لصرف النظر عن منبع الفيروس ومسببيه.
على الصعيد الخارجي تم إقحام اسم السعودية متذرعين بالمعتمرين، وعلى الصعيد الداخلي تمت محاولات التغطية الإعلامية على المتسبب من خلال إلقاء اللائمة على أفراد جماعة التبليغ، المطلعون يعرفون تماما أبعاد هذا التلاعب الإعلامي من قبل المناوئين لباكستان داخلها وخارجها.
أزمة كورونا أوضحت عددا من الأمور كانت خافية على المجتمع الباكستاني:
▪️ باكستان لا تميل بتاتا نحو إيران.
▪️ المجتمع الباكستاني يعي برودة العلاقات الباكستانية الإيرانية.
▪️ إقحام مسمى السعودية أو مكونات باكستانية أخرى داخلية يأتي كرد فعل للتغطية ومحاولة تحريف الحقائق وتزييفها.
▪️ الإعلاميون الباكستانيون يقدمون برامجهم بناء على المعلومات المتوفرة، وليس من الضروري أن تكون الميول الدينية لها دور في تقاريرهم، وهذا لا يعني أنه لا يوجد فيهم من يُحرِّف الكلم عن مواضعه.
▪️ إثارة الرأي العام من أجل التزييف واقع، ومن لا يعرف الحقائق يكون عرضة للجهل المركب.
وفي الختام.. هناك موضوعات كثيرة متشعبة في الداخل الباكستاني تستلزم الوقوف عندها على سبيل المثال لا الحصر (جماعة التبليغ)، تقديم موقف عشوائي تجاه الجماعة دون إدراك بالحقائق يترتب عليه تأثير اجتماعي حسب الموقف، إن كان سلبيا فسلبي، وإن كان إيجابيا فإيجابي.