سمير حسين زعقوق يكتب: بهاراتيا جاناتا الجناح السياسي للإرهاب الهندوسي
بدأ الهندوس في تنظيم عصاباتهم المسلحة للقيام بقتل المسلمين والقضاء عليهم أو إجبارهم على الرحيل إلى باكستان حتى تبقى الهند للهندوس كما كانوا يطمحون، ومن أشهر هذه العصابات منظمة «آر.إس.إس» الهندوسية التي أسسها الدكتور «هيداجوار» الذي يعتبر المسلمين أعداء لوحدة الهند والمجتمع الهندوسي،
الهند للهندوس
وكان الشعار الذي رفعه كافة القادة الهندوس هو (الهند للهندوس كما بريطانيا للبريطانيين وألمانيا للألمان وفرنسا للفرنسيين) .
وكانت هذه المنظمة تضم كل طوائف الهندوس،
فقد ضمت في عضويتها في فرعها في البنجاب –على سبيل المثال– 3200 عضو عامل و8000 عضو مؤقت
منهم 40% من الطلاب و25% من أصحاب المتاجر و20% من موظفي الحكومة و15% مأجورون للمذابح فقط!
ولم يُستثن المثقفون من عضوية هذه المنظمة، فقد كانت الهندوسية وزعماؤها يبثون روح الحقد والكراهية في قلوب أتباعهم ويحضرونهم للحرب المقدسة ضد المسلمين.
(BJP) و«آر.إس.إس»
والعلاقة وطيدة بين حزب «بهاراتيا جاناتا» (BJP) الحزب الحاكم في الهند و«آر.إس.إس»
(من أخطر المنظمات الهندوسية المتطرفة، سنفصّل فيها القول في موضع آخر بهذا المقال)، حيث يعتبر الحزب الجناح السياسي لها.
وحزب بهاراتيا جاناتا يعني «حزب الشعب الهندي» واختصاره هو (BJP)، تأسس في عام 1980، وهو ثاني أكبر حزب في الهند بعد حزب المؤتمر.
والحزب يسيطر اليوم على الحكومة الهندية، فقد جاءت به صناديق الاقتراع به في دورتين متتاليتين (2014-2019)
ويرأس الحكومة ناريندرا مودي، وهو الذي أشرف على حرق ثلاثة آلاف مسلم في مدينة أحمد أباد بولاية غوجرات الهندية عندما كان رئيسًا لحكومة الولاية في عام 2002م.
وقد كان الـ(BJP)، متآلفاً مع أحزاب أخرى عديدة، على سدة الحكم في نيودلهي من 1998 حتى 2004،
وشغل أتال بيهاري ڤاجپايي منصب رئيس الوزراء ولال كريشنا أدڤاني كنائب له.
وأصبح بهاراتيا جاناتا يحقق صعوداً ثابتاً منذ انتخابات 1986 ونجح في نشر أجنحته عبر الهند، وباستثناء الإقليم الشمالي الغربي ظهر كحزب تصعب هزيمته.
حزب الشعب
لكن جذور الحزب تعود إلى ما قبل ذلك، ففي عام 1977 تشكل حزب يسمى جاناتا (الشعب)
وكان تحالفًا لأحزاب المعارضة التي سعت لهزيمة حزب المؤتمر وإلغاء حالة الطوارئ التي أعلنتها رئيسة وزراء الهند آنذاك أنديرا غاندي عام 1975.
بعد الفوز في انتخابات 1977 وإلغاء قوانين الطوارئ، وتفكك التحالف عام 1979.
انبثق عن جاناتا حزبان هما: جاناتا دال (حزب الشعب) وهو حزب علماني اشتراكي يتوجه للطبقات الفقيرة والمسلمين.
وحزب بهاراتيا جاناتا الذي يؤكد على القومية الهندية ويدعم الأهداف الاقتصادية الاشتراكية.
جاء تميز بهاراتيا جاناتا في انتخابات عام 1996 عندما ظهر ليكون أكبر حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان،
وتمت دعوة زعيمه أتال بيهاري فاجبايي لتشكيل الحكومة.
ورغم ذلك لم ينجح الحزب في حشد الدعم وقدم فاجبايي استقالته، وتمت الدعوة لانتخابات جديدة في عام 1998.
وخاض الحزب انتخابات 1998 بإستراتيجية جديدة، مشكلاً تحالفات مع عدد من الأحزاب الإقليمية، وفاز التحالف بـ 266 مقعدا،
لكن سرعان ما نشب الخلاف بين أعضاء التحالف حول بعض المناصب الوزارية.
وفي عام 1999 خاض «بهاراتيا جاناتا» الانتخابات كشريك أساسي في التحالف الوطني الديمقراطي الذي ضم معه 13 حزبا.
وإذا ما استعرضنا القيادات الهندوسية البارزة في الحزب، نجد أن معظم هؤلاء إما تدربوا في معسكرات المنظمة أو تولوا مناصب مهمة فيها.
منظمة (آر.إس. إس) «RSS»
أخطر المنظمات الإرهابية الهندية التي كانت مدعومة من حكومة حزب بهارتيا جاناتا الهندية من بين 21 منظمة هندوسية متطرفة تعمل ليلاً ونهاراً؛
لتجعل الهند دولة هندوسية بحتة، وهي منظمة (آر. إس. إس) «RSS»،
فهي أشهر المنظمات الإرهابية وأكثرها انتشاراً وتأثيراً في المجتمع الهندي.
وسيدلنا ذلك المدخل على تفسير للعنف الهمجي الذي سلكه الهندوس ضد المسلمين في الهند.
تأسست المنظمة في عام 1925م على يد الدكتور كيثورام بلرام هيد كيوار الذي تقلد مناصب عدة في حزب المؤتمر الوطني الهندي في وقت مبكر،
إلا أنه شعر بالإحباط الشديد بعد انتهاء حركة «سوراج» الهندوسية والمتطرفة،
وازداد شعوره هذا حينما وصل غاندي إلى رئاسة حزب المؤتمر، وازداد نشاط المسلمين في الحزب.
عندئذ استقال من المؤتمر وأسس منظمة (آر.إس.إس) لرعاية الشباب الهندوس،
والنهوض بالدولة على أساس أن الهند للهندوس دون غيرهم من الديانات والثقافات.
المبادئ واللوائح الخاصة بالمنظمة:
– حق العضوية في المنظمة يقتصر على الرجال فقط دون النساء. ولا تسمح المنظمة للنساء بالتصويت تحت أي ظرف.
– أحقية فئة «تشيب بادان» من البراهمة في قيادة المنظمة.
– استئصال الشيوعية والسيخية والمسيحية والإسلام من الهند.
– يجب أن يحكم الهند الآريون (إحدى قبائل البراهمة).
– يجب على أعضاء المنظمة نيل التربية العسكرية والتدريب على استعمال الأسلحة المتطورة والعمليات الإرهابية.
– إحراق أرملة المتوفى مع جثة زوجها.
– جعل اللغة السنسكرتية لغة رسمية للبلاد.
– خلق الإشاعات وغسل دماغ الأعضاء لاستخدامهم في المذابح المدمرة والمنظمة ضد غير الآريين في أنحاء الهند المختلفة.
– توحيد الشعب الهندوسي على أساس المعتقدات الدينية، وهذا الهدف لا يتحقق إلا بإقامة المجتمع الهندوسي الموحد والقوي. لذلك فإن منظمة “آر.إس.إس” أخذت على عاتقها مهمة توحيد الهندوس وتجديد الهندوسية لصالح العالم والبشرية جمعاء على حد زعمهم.
مطامع المنظمة
أعلنت المنظمة مراراً، أنها تنوي بناء معابد هندوسية على أنقاض ألفي مسجد وثلاثمائة كنيسة وخمس وثلاثين معبداً سيخياً، وتطالب بإغلاق نحو25 ألف مدرسة دينية إسلامية في الهند،
وتزعم أن المعلمين في هذه المدارس يفسدون الطلاب الدارسين. وهي بدورها فتحت معاهد تأهيلية وتدريبية للمعلمين تخرج فيها نحو 18 ألف مدرس،
خمسة آلاف منهم حصلوا على وظائف حكومية في مدارس رسمية، كما تنوي تدريب مليوني مدرس على أفكارها.
أما عن مطامعها الخارجية، فيعلن قادة المنظمة أن باكستان، وبنغلاديش، ونيبال، وبهوتان، وبورما، وسريلانكا، لا بد أن تنضم إلى الهند، وأن على الهند أن تعمل وتستعد لذلك.
ولتحقيق هذا الهدف استأجرت الضباط المتقاعدين لتدريب نحو 50 ألف شاب في 18 إقليماً هندياً.
كما أن المنظمة تورطت في كثير من الأعمال الإرهابية، وتفجير القنابل في الدول المجاورة، وخاصة في باكستان.
تعليمات «آر.إس.إس» لقادتها المحليين:
وزعت المنظمة كتيبًا بعد هدم المسجد البابري، يتضمن تعليمات خاصة لأعضائها ومنتسبيها – وهو غيض من فيض،
حيث آلاف من المجلدات والأوراق توزع على الناس من قِبَلِ المنظمات الإرهابية المختلفة الداعية إلى الطائفية والعنصرية،
جاء في الكتيب: في الظروف الراهنة نكلفكم بمهام إضافية جديدة:
1- شراء القنابل اليدوية والسلاح الخفيف وتوزيعه على الوطنيين.
2- العمل على تقوية روابط الصداقة مع الطبقة المتدينة، وكسب تأييدها لمحاربة المسلمين.
3- اضطرابات وأحداث محلية يجب أن تصور وتصبغ بالعنصرية، حتى تبدأ اشتباكات عنصرية.
4- نشر أفكار هندوسية في أوساط الأطباء والصيادلة، وإقناعهم ببيع الأدوية «منتهية الصلاحية» للمسلمين،
والهمس بكلمة «أوم» و«يعيش شري رام» إله الهندوس المزعوم في أذني مواليد المسلمين الجدد، ومحاولة إعطائهم حقن العقم الدائم.
5- نشر الأفكار الهندوسية في أوساط كبار المسئولين والبيوروقراطيين، لمواجهة الأقليات بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة.
6- مقاطعة الإعلام المرئي والسمعي المنادي بالمساواة.
7- حث وتحريض كبار المسئولين في الدولة على إصدار التصاريح لفتح محلات الخمور، والسفور، والدعارة، والمخدرات، في مناطق المسلمين، وترغيب بنات المسلمين والمنبوذين في الدعارة والفساد.
8- إعداد وتدريب المتطوعين لبيع الأطعمة الضارة والفاسدة خارج مدارس المسلمين، ليتضرر أولاد المسلمين ذهنياً وجسمياً.
9- تنصيب الأصنام في جميع الأماكن، والمساجد، والمقابر، والكنائس، لإبراز مظهر الهندوسية على سائر المناطق.
10- يتدرب الأعضاء والمتدربون على مهاجمة المسلمين فجأة، ويُعطون التعليمات:
ألا يرحموا في ذلك، الأصدقاء والمعروفين لديهم على حد سواء.
11- إشعال نار الحقد والعداوة في قلوب الشرطة ورجال الجيش ضد المسلمين.
12- ترغيب المتطوعين والطلاب الهندوس بأن يقوموا ببيع ونشر المخدرات في أوساط الشباب المسلمين .
13- العمل علي تعزيز الشباب الهندوس، والمتطوعين، والطلاب، وإثارة الغريزة الجنسية،
ليتعرضوا للفتيات المسلمات في الأماكن العامة، والمكاتب، والكليات، والجامعات، والتقاط صورهن.
14- ترغيب التجار، وأصحاب البنوك، على وضع سياسات، واستراتيجيات، لانهيار الوضع الاقتصادي لغير الهندوس.
15- مراقبة وترصد غير الهندوس، وتزويد المركز الرئيس بالتقارير المفصَّلة حول نشاطاتهم.
مخططات المنظمة للمناهج التعليمية:
1- الارتكاز على اللغة السنسكرتية عند وضع المناهج.
2- إدراج مادة قراءة السنسكرتية في المناهج.
3- إبراز التاريخ الهندوسي.
4- التركيز على مبادئ سرسواتي «إحدى آلهة الهندوس» المزعومة، التي تعتبر إلهة العلم والمعرفة في المعتقدات الهندوسية.
وتعمل منظمة «وديا بهارتي» فرع منظمة «آر.إس.إس» في مجال وضع المناهج، وهي تسعى لترسيخ القومية الهندوسية في أذهان الجيل الناشيء،
فإذا تربى الطفل على هذه الأفكار الهدامة، فإنه يجعل كل الأقليات والديانات الأخرى أعداء له، يجب محاربتهم واستئصالهم من المجتمع الهندي.
نظام التربية العسكرية
إضافة للتدريب الجسدي ينبغي أن يتدرب الأعضاء على استخدام العصا الطويلة، والسيف الخشبي.
كما يتركز التدريب على الجانب العقلي، حيث يُعطى المتدربون دورات في التاريخ، والمشكلات الاجتماعية مع التركيز الخاص على القومية الهندوسية،
والهدف من ذلك هو أن يصبح الأعضاء مخلصين لعملهم، جاهدين لتحقيق الأهداف المنشودة لجعل الهند دولة هندوسية.
الزي الرسمي للأعضاء
يلزم الأعضاء ارتداء الزي الرسمي في المناسبات الرسمية للمنظمة، وذلك لنشر أفكارها
وتأثيرها على أوساط المجتمع، وهو عبارة عن قميص أبيض، وشورت قصير أسمر، مع لبس قلنسوة غاندي سوداء، وحذاء أسود.
شعار المنظمة:
سو ستكار أي (فرقوا تسودوا).