أخبار

«ناشيونال انترست» التطرف الهندوسي يقود الهند إلى الانهيار

حذرت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية من تحوّل الهند إلى أرض خصبة للتطرف، مشيرة في مقال للكاتب مقتدر خان، إلى أن الصور السياسية القادمة من الهند تؤكد أن هذا البلد غارق في الاضطرابات، موضحة أنه يشهد احتجاجات في كافة الأرجاء ضد قانون الجنسية المثير للجدل، الذي أصدرته حكومة ناريندرا مودي القومية.

ولفت إلى أن الشرطة تتعامل مع المحتجين من الطلاب والنشطاء والأقليات بوحشية، محذرًا من أن هذا الوضع يقوّض المكاسب التي جنتها الهند مؤخرًا.

وأوضح أن الهند حققت منذ تسعينيات القرن الماضي تقدمًا اقتصاديًا مذهلًا أخرج مئات الملايين من الفقر، كما تحسنت صورتها العالمية باعتبارها أكبر دولة ديمقراطية في العالم وواحدة من أكبر اقتصاداته.

الهوية والمبادئ

ومضى خان يقول: لقد دفعت ديمقراطية الهند القادة الأمريكيين والأوروبيين للحديث عن القيم المشتركة بين نيودلهي والغرب، وهو الأمر الذي لا ينطبق على منافسي الهند، باكستان والصين.

وتابع: لكن منذ وصول مودي وحزبه «باهاراتيا جاناتا» للسلطة في 2014، تبنى سياسات تمييز على أسس الهوية والمبادئ الاقتصادية الخاطئة، والتي قوّضت كثيرًا من الأعمدة التي ارتكز عليها صعود الهند.

وأردف بقوله: «في فترة حكم مودي الأولى، أدت سياسات مثل سحب العملة من التداول، وضريبة البضائع والخدمات، والحمائية المتزايدة، إلى عرقلة التوسع الاقتصادي، وانخفاض نسبة النمو الاقتصادي الحقيقي إلى 1.5%.. وحاليًا، تعاني البلاد من كساد اقتصادي ونسبة بطالة مرتفعة للغاية لم تشهدها منذ 45 سنة».

وشدد الكاتب على أنه في حالة فشل كهذه تسود الشعبوية، موضحًا أن «بهارتيا جاناتا» فاز بغالبية مقاعد البرلمان في انتخابات 2019 اعتمادًا على أجندة شعبوية.

المناورات السياسية

ونوّه إلى أن حكومة مودي مصممة على بناء دولة تقدم مزايا للهندوس وتهمّش الأقليات الدينية، خاصة المسلمين.

وبحسب الكاتب، فإن الحكومة أقدمت على مجموعة من المناورات السياسية والقانونية التي مزّقت النسيج الهندي العلماني، من بينها الإلغاء غير الديمقراطي لمادتين دستوريتين متعلقتين بانضمام كشمير للهند، ومنح الهندوس أراضي، كان مسجد «بابري» مقامًا عليها لمئات السنين؛ لبناء معبد لهم، والآن إصدار الحكومة قانون الجنسية.

وأوضح أن هذا القانون، بالإضافة إلى مقترح تسجيل المواطنين على المستوى الوطني، يهدد بتهميش المسلمين، وربما إرسال الملايين منهم لمعسكرات اعتقال، ويأتي ضمن سياسات تقوّض الأعمدة المدنية لصعود الهند.

ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى التدخل، خاصة أنها كانت تُعد نيودلهي كي تكون شريكًا في المحافظة على النظام الليبرالي العالمي في جنوب وشرق آسيا لمواجهة التحدي الصيني.

ولفت إلى أنه مع التدهور السريع للأوضاع في الهند من ناحية النمو الاقتصادي والمبادئ الديمقراطية، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة التعامل معها بوصفها صديقة وحليفة.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى