د. أحمد زكريا يكتب: كشمير الجرح النازف!!
تتوالى الهموم والأحزان، وتتفتح الجروح النازفات في جسد أمتنا الحزينة ، وتتداعى الآهات تلو الآهات تطلقها القلوب قبل الحناجر، ولكن هيهات هيهات أن تجد لها صدى، أو تسمع لها دوياً.. فتلاشت أوجاعها في جدران الزمن حتى بتنا لا نسمع تنهداتها أو لعلها ملّت سكوننا فآثرت الانطواء على نفسها لتناجي ربها فهو حسبها ونصيرها… إنها كشمير.. جرح قديم في جسد الأمة الإسلامية، لم يلتئم بعد رغم السنين، فما زال ينزف وينزف لكننا ما عدنا نرى ما يخطّه قلم الحقد الأحمر!
لا نبالغ إذا قلنا: إن قضية كشمير المسلمة تتشابه إلى حد كبير مع مأساة فلسطين ؛ فالقضيتان بدأتا في وقت واحد عام 1948 م والشعبان المسلمان يواجهان عدوا يملك هدفاً واحدا هو إبادة البشر ونهب الحجر!
فمن تكون كشمير لكي تشبه فلسطين إلى هذا الحد؟!
تقع كشمير في أقصى الشمال الغربي لشبه قارة جنوب آسيا، وتتمتع بموقع استراتيجي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، حيث تتقاسم الحدود مع كل من الهند، وباكستان، وأفغانستان، والصين تبلغ مساحتها 242000 كم و عدد سكانها حوالي 15 مليون نسمة ،و تبلغ نسبة المسلمين فيها حوالي 90%.
يعود تاريخ دخولها الإسلام في القرن الأول الهجري في زمن محمد بن القاسم الثقفي الذي دخل السند وسار حتى وصل إلى كشمير, و ضمها جلال الدين أكبر عام 1587 إلى دولة المغول الإسلامية.
ولا شك أن الكفر ملة واحدة وأن الكافرين إن تفرقوا فإنهم لا يجتمعون إلا علينا أمة الإسلام والمسلمين.
تفرّق شملهم إلا علينا *** فصرنا كالفريسةِ للكلابِ.
ولذلك فإن أي مراجعة بسيطة لتاريخ مجازر الهندوس بحق كشمير المسلمة وأهلها ستغني عن الكثير من المقالات والكتب والدراسات، ذلك لأن قتل المسلم عند تلك الطغمة الهندوسية الحاقدة هو أرخص ما يكون في حين أن عقوبة ذبح البقر تعني الإعدام فوراً !!
ولذلك كي لا ننسى كشمير يجب أن لا ننسى أنها مسلمة ،وأن أغلبية شعبها مسلمون رغم عمليات القتل والتهجير والتشريد، وأن المسلمين في كشمير هم كغيرهم من المسلمين إخواننا في العقيدة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10) ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة: من الآية 71). ويقول النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم:”المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”، “ومثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، “والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا” ، “و كونوا عباد الله إخوانا”.
أفبعد هذا التوجيه الرباني من توجيه؟!
لا وربي فلتكن العودة إلى الله وليعلم القاسي والداني أننا أمة أعزها الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله !!
ولنا وقفات قادمة مع مخططات عباد البقر، وما يدبر للمسلمين في كشمير في الخفاء والعلن بمشيئة الله تعالى.