كشمير

رجا فاروق حيدر خان، رئيس وزراء كشمير الحرة

حذر رئيس وزراء إقليم كشمير الحرة، رجا فاروق حيدر خان، من أنه لا مفر من الحرب، في حال تعذر إيجاد حل سلمي عبر الدبلوماسية لقضية كشمير، التي يتمسك شعبها بإجراء استفتاء لتحديد المصير.

◆ ◆ ◆

ندعو العالم لحل قضية كشمير عبر الدبلوماسية وإلا فليس أمامنا إلا الحرب

نثق بتركيا وباكستان وماليزيا فهي دول تدعم قضيتنا

نيودلهي تدار من جانب شخص يتصرف بكراهية..

إذا واصلت الهند ممارسات العنف ستحدث مواجهة مع باكستان لا محالة

إذا لم تتحرر كشمير فإن الهند ستستهدف باكستان في الخطوة المقبلة

لا نهتم بإلغاء المادة 370 بل نطالب بتنفيذ تعهد الاستفتاء..

إذ اجتازت باكستان الخط الفاصل سأكون في المقدمة مع سلاحي

◆ ◆ ◆

ويطلق اسم “جامو وكشمير” على الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، ويضم جماعات مقاومة تكافح، منذ عام 1989، ضد ما تعتبره “احتلالًا هنديًا”.. ويطالب سكان “جامو وكشمير” بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، وذلك منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.

وقال حيدر خان، إن أكثر من 100 ألف مسلم قتلوا خلال الثلاثين عامًا الأخيرة في جامو وكشمير، وتوجد عشرة آلاف امرأة “نصف أرامل”، لا يعرفن مصير أزواجهن.. وأفاد بتعرض 10 آلاف امرأة للاغتصاب من جانب القوات الهندية. مشددًا على أن تسعة ملايين كشميري يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم.

وألغت الهند، في 5 أغسطس الماضي، بنود المادة 370 من الدستور، وكانت تمنح الحكم الذاتي لإقليم “جامو وكشمير”، وذلك بزعم أن الحكم الذاتي زاد من تطلعات السكان الانفصالية.

واعتبر حيدر خان أن الظلم الهندي في كشمير لن ينتهي إلا عبر عملية للجيش الباكستاني.

 

وفيما يلي نص الحوار:

 

• قلتم إن شعب كشمير يرغب بأن ينفذ الجيش الباكستاني عملية نحو الجانب الهندي من الخط الفاصل (بين شطري كشمير)، برأيكم هل تفعل باكستان ذلك؟

 

•• باكستان مضطرة للقيام بذلك؛ فهي المستهدفة في المنطقة بالأساس، فإذا لم تتحرر كشمير، فإن الهند ستستهدف باكستان في الخطوة المقبلة. وعلى السلطات السياسية الباكستانية مشاطرتي هذا الموقف، ودعم الشعب الكشميري في المجالات المختلفة، وعلى رأسها الدبلوماسية والعسكرية. عليهم أن يعلموا أنه إذا سقطنا نحن، فستسقط باكستان أيضًا. بالطبع ينبغي أولًا كبح التوتر بين باكستان والهند، إلا أن الهند تتحرك من منطلق الكراهية، وتدار من جانب شخص (يقصد رئيس وزرائها ناريندرا مودى) يتصرف بكراهية، كيف يمكننا كبح هذا التوتر (؟!)

 

• في حال اندلعت حرب بين قوتين نوويتين ألن يتأثر أناس أكثر بتلك الحرب؟

 

•• عدد من يُقتلون في الحروب (غير النووية) أكثر من الذين يُقتلون في الحروب النووية، لأنه لدينا مثالين فقط على الحرب النووية، هما هيروشيما وناغازاكي. بينما قُتل نحو مليون شخص في صراع بين قبيلتين في رواندا. بالطبع القوة النووية يمكن أيضًا أن تخرج عن السيطرة، لكن ثقتنا تامة بالجيش الباكستاني. نأمل ألا يتمكن الجيش الهندي من النجاح في كشمير. إذا لم يوجد دعم من الشعب المحلي، فلا يمكن الانتصار في حرب ما، والهند تفتقد لهذا الدعم في كشمير.

 

• إذا استخدمت الهند قوتها النووية في كشمير، ما الذي سيحدث.. يمكن أن تقتل كل الكشميريين؟

 

•• باكستان تمتلك أيضًا هذه القوة (النووية)، ولهذا السبب، على الهند القول: “إذا لم يتم الذهاب إلى استفتاء في كشمير، فكل شيء وارد”. الجبال الجليدية شمالي كشمير ستذوب جراء حرب نووية، وهذا سيؤثر على مناخ العالم بأسره. لكن من الصعب جدًا بالنسبة لنا ولباكستان تقبل استمرار قتل المسلمين يوميًا بوحشية في كشمير، ولهذا يتعين على باكستان عبور الخط الفاصل. وبطبيعة الحال إذا واصلت الهند ممارسات العنف، فإن هذا سيؤدي إلى مواجهة بين البلدين لا محالة.

 

شعب آزاد جامو وكشمير يرغب أيضًا بعبور الخط، وقبل فترة قريبة أطلقت القوات الهندية النار وأصابت مجموعة من الشباب لعبورهم ورفعهم علم آزاد جامو وكشمير في الجانب الهندي.

 

إيقاف الشباب أمر صعب جدًا، فهذه منطقة جبلية، ومن يعيشون في الجبال يولدون مقاتلين، كما أن عثورهم على السلاح وإنتاجه سهل للغاية في هذه المنطقة. لهذا ناشد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الشباب الكشميريين قائلًا: “لا تفعلوا”. وقال إنه يرغب بمواصلة النضال دبلوماسيًا، وسنرى ماذا سيكون رد العالم.

 

لا نهتم بالغاء المادة 370 من دستور الهند، بل نطالب بتنفيذ تعهد الاستفتاء الذي قدمه لنا (رئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال) نهرو والأمم المتحدة. اتخذت الهند هذا القرار عام 1956، لكن الأمم المتحدة قالت إنه لن يكون ساريًا إلا إذا اتخذه الطرفان.

 

وإذا قررت باكستان اجتياز الخط الفاصل، سترون أنني أول شخص يظهر في الصور مع سلاحه في المقدمة.

 

• هل تعتبرون مبادرات رئيس وزراء باكستان الدبلوماسية كافية؟

 

•• عقب حرب 1971 وقّع (رئيسا وزراء باكستان والهند آنذاك) ذو الفقار علي بوتو وأنديرا غاندي اتفاقية شملا (وقعتها السلطات الباكستانية والهندية بتاريخ 2 يوليو 1972). أما اليوم فنحن متخلفون كثيرًا عن ذلك الاتفاق. ندرك أن جهود حكومة خان محدودة، وهجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة صعبت علينا الأمر؛ فالهند تصف حركات التحرر في كشمير بالإرهاب في الخارج، وهذا يكبل أيدينا على الصعيد الدبلوماسي، فالهند تبرع في تسويق هذه الرؤية في الغرب، ولذلك نرى أسلاكًا شائكة على امتداد كيلومترات وانتشار 700 ألف عسكري في كشمير.

 

• من بإمكانه إيقاف الهند على الصعيد الدولي؟

 

•• نضال شعب كشمير وباكستان والرأي العام الدولي بوسعه إيقاف الهند. رغم تشكل عالم ذو قطب أوحد (الولايات المتحدة)، عقب الحرب الباردة (1947: 1991)، إلا أن السياسة العالمية تغيرت حاليًا.. فالدول تقيم علاقات اقتصادية، والهند شريك اقتصادي مهم للغرب، وفي حال اندلاع حرب، يمكن للرأي العام الدولي أن يقول شيئًا.

 

كما نثق بالصين؛ لأنها وقفت بجانبنا دائمًا، ويعيش الملايين من الباكستانيين والكشميريين في دول عديدة بالعالم، وعندنا أمل في هذا الشتات، حيث يمكنهم أن يشكلوا ضغطًا في برلمانات بلدانهم، فمثلًا يوجد خمسة نواب من أصول كشميرية في البرلمان البريطاني.

 

فضلًا عن الشتات، نثق بتركيا وباكستان وماليزيا، لأنها دول تدعمنا في قضية كشمير، فهذه الديمقراطيات المسلمة الثلاث هي دول قائدة للعالم الإسلامي. إذا كنتم تذكرون، فإنه عند الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي (عام 2013) عبر انقلاب، كانت باكستان وتركيا الدولتان الوحيدتان اللتان عارضتا ذلك.

 

• ماذا تتوقعون من اجتماعات الدورة الحالية الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة؟

 

•• تباحثنا بشأن هذا الأمر مع خان ووزير الخارجية.. إن تطرق الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) لقضية كشمير في كلمته، وحتى تطرق بضعة دول لتلك القضية سيكون كافيًا لنا، ونأمل أن تكون تركيا إحدى تلك الدول.

 

هناك حديث لرجل كشميري يقول “لقد اصطبغت هذه الأرض بدمي، وقدمت ولدي شهيدين ومستعد للتضحية بالثالث عند الضرورة”.. هذا الكلام يعكس رؤية الشعب الكشميري بأسره. ندعو العالم للتحرك لحل قضية كشمير بوسائل سلمية وعبر الدبلوماسية، وهذه فرصتهم الأخيرة، فإذا فشل هذا أيضًا، سنضطر للحرب، فالحرب أيضًا إحدى طرق الحل أحيانًا، وخارطة أوروبا اليوم هي نتيجة الحرب العالمية الثانية (1939: 1945).

 

الأناضول

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى