روى عدد من سكان كشمير لوكالة أسوشييتد برس تفاصيل الحملة الأمنية التي يتعرضون لها على يد القوات الهندية بعد إلغاء الحكم الذاتي للإقليم الذي تقطنه الأغلبية المسلمة.
تعذيب وتهديد
داهم الجنود الهنود منزل بشير أحمد البالغ من العمر 50 عاما، في 10 أغسطس الماضي، وتعرض لجولتين من الضرب على يد الجنود كما يقول لأسوشييتد برس.
وفق أحمد بشير، فإن ذلك جاء ضمن حملة قمع شديدة، تعرضت لها المنطقة، بعد 48 ساعة من إعلان حكومة نيودلهي إلغاء الحكم الذاتي في إقليمي “جامو وكشمير”.
طلب الجنود منه المساعدة في العثور على شقيقه الأصغر، الذي انضم إلى المعارضين لوجود الهند في الإقليم، وهددوه بإقناع أخيه بالاستسلام أو تحمل العواقب.
في الجولة الثانية من الضرب دخل أحمد معسكرا تابعا للجيش الهندي، وقال أحمد بشير إن 3 جنود ضربوه بعصي حتى فقد الوعي، واستيقظ في المنزل، غير قادر على الجلوس، من آثار التعذيب الدامية.
يروي أحمد كيف عاد الجنود إلى منزله في قرية هيف شيرمال في 14 أغسطس، ودمروا مخزون أسرته من الأرز والمواد الغذائية الأخرى بخلطها مع الأسمدة والكيروسين.
رواية غير عادية
وصفت الوكالة شهادة أحمد عن العنف والترهيب من قبل الجنود الهنود، بأنها لم تكن غير عادية.
أضافت أن أكثر من 50 شهادة للأهالي، تؤكد أن جنود الجيش الهندي داهموا منازلهم.
أوضحت الشهادات أن عدداً من الأهالي تعرضوا للضرب والصدمات الكهربائية على يد القوات الهندية.
ذكرت بعض الشهادات أن بعض سكان كشمير، أجبروا على تناول الأوساخ أو شرب المياه القذرة.
قام بعض الجنود الهنود، وفقا للشهادات، بتسميم الأغذية الخاصة بالأهالي، وقتل الماشية.
الهند ترفض التعليق
ذكرت أسوشييتدبرس، أن القيادة الشمالية، للقوات الهندية، رفضت الرد على طلبها التعليق على الانتهاكات التي وردت في شهادات الأهالي.
رفض المتحدث باسم الجيش الهندي “الكولونيل راجيش كاليا” روايات الأهالي، ووصفها بأنها “لا أساس لها من الصحة”.
كبير مسؤولي الأمن في الهند، المستشار أجيت دوفال، قال إن الجيش لم يشارك في العملية في
كشمير، نافياً أن تكون هناك “فظائع”.
خلفيات
كشمير إقليم يقع بين الهند وباكستان وأغلب سكانه من المسلمين، ومقسم بين البلدين منذ نهاية الاحتلال البريطاني عام 1947.
جامو وكشمير يطلق على الجزء الخاضع لسيطرة الهند من الإقليم، ويضم جماعات مقاومة تكافح منذ 1989 ضد ما تعتبره احتلالا هنديا لمناطقها.
خاض البلدان ثلاث حروب أعوام 1948 و1965 و1971، منها اثنتان في إطار الصراع على كشمير، مما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.
ألغت الهند في 5 من أغسطس وضع الحكم الذاتي الذي كان يحظى به الإقليم الذي يقطنه ثمانية ملايين شخص.
تحذر باكستان من أن “الاحتلال العسكري غير القانوني” لإقليم كشمير يثير شبح حدوث “إبادة جماعية”.