أخباركشمير

بسبب “كشمير المحتلة”.. تخوفات من حرب نووية بين الهند وباكستان

كتبه- السيد التيجاني

عادت التهديدات بنشوب حرب بين الجارتين النوويتين باكستان والهند، بسبب إقليم “جامو وكشمير” المتنازع عليه، بعد قيام الأخيرة مطلع الشهر الجاري بإلغاء الحكم الذاتي الخاص بالإقليم، والذي يتمتع به حسب الدستور الهندي في المادة 370 والتي تمنحه استقلالية في الشؤون الإدارية عدا تلك المتعلقة بالخارجية والدفاع والاتصالات.

حيث توقع سياسيون أن القوة العسكرية والاقتصادية التي تتمتع بها الهند، قد تدفع باكستان لاستخدام السلاح النووي في حال اندلاع الحرب على الحدود الكشميرية، وفي حال بدأت المعركة فلن تتوقف، بل ستمتد على طول الحدود البرية الطويلة، وما يتبع ذلك من مخاطر نووية.

يشار إلى أن كشمير تحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً بين وسط وجنوب آسيا، حيث تشترك في الحدود مع أربع دول هي؛ الهند وباكستان وأفغانستان والصين.

وأعقب القرار انتشار أكثر من 500 ألف من القوات الهندية في كشمير، كما أعلنت تدابير أمنية أخرى، بينها الدعوة إلى تخزين أغذية ووقود، وفرضت حظراً على التجمعات العامة، وأغلقت المدارس والجامعات في كبرى مدن الإقليم والمناطق المحيطة بها.

وبهدف تغيير الهوية الديموغرافية للإقليم صاحب الأغلبية المسلمة بالهند، يسعي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وبقوة لهجرة الهندوس إلي كشمير، وهو ما ترفضه الهند ويثير غضب القوميين الذين يمثلهم مودي.

أقر قانون الإقامة الدائمة بدستور “جامو وكشمير” عام 1956، الذي يسمح فيه للسلطة التشريعية بتحديد المقيمين الدائمين وما الذي يميزهم، كما أن لهم بعض الامتيازات في الوظائف والتعليم وحق التملك وشراء العقارات في الولاية.

ويعتبر أيضاً من السكان الدائمين من عاش لمدة عشرة سنوات منذ تطبيق التشريع الخاص بالإقليم عام 1954 وهو ما حددته السلطة التشريعية في كشمير.

توقع الباحث في مجال العلوم السياسية في جامعة “هلسنكي” الفلندي، وليد شفيق، نشوب حرب رابعة بين باكستان والهند النوويتين وهو ما تسعى الدول الكبرى إلى عدم حدوثه، لأن الحرب الجديدة لن تكون كالحروب الثلاثة السابقة.

ويعتبر شفيق أن كشمير باتت محتلة من قبل القوات الهندية، هذا سزيد الغضب ويأجج المقاومة الشعبية بالمنطقة، مضيفاً أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، وعدم الحفاظ علي حالة اللاحرب واللا سلم علي الحدود، هذا في الوقت الذي تسعي فيه إسلام أباد بضبط النفس والحفاظ علي القرارات الدولية في هذا الشأن.

وفي وقت سابق، الثلاثاء أفادت باكستان، بأنها ستحيل النزاع على كشمير مع الهند إلى محكمة العدل الدولية بعد أن ألغت نيودلهي الوضع الخاص للشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم.

وهو ما أكده وزير الخارجية شاه محمود قرشي في لقاء متلفز: أنه بعد وضع كل الجوانب القانونية في الاعتبار”قررنا إحالة قضية كشمير إلى محكمة العدل الدولية”.

وكانت باكستان طالبت في مطلع أغسطس الجاري من مجلس الأمن الدولي الاجتماع لمناقشة قرار الهند إلغاء الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير التي لطالما كانت بؤرة ساخنة في الصراع بين الدولتين النوويتين.

وبالفعل، عقد المجلس، الجمعة، جلسة مغلقة لمناقشة أزمة كشمير، وهي الأولى منذ نحو 50 عاما، إلا أنه لم يتخذ إجراءات عملية، الأمر الذي دفع إسلام آباد على الأرجح لنقل الأمر إلى المحكمة الدولية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد كلا من باكستان والهند سلسلة من أعمال العنف خلال الفترة الماضية، حيث أكدت الشرطة الهندية، اليوم الأربعاء، مقتل شخصين، إثر وقوع تبادل إطلاق النار في كشمير.

وأمس عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الوساطة لمواجهة ما وصفه بالوضع “المتفجر” في إقليم كشمير، الذي وصفه بالمكان المعقد، مشيراً أنه سيتواصل مع رئيس الوزراء الهندي في نهاية الأسبوع الجاري لبحث الأمر.

وخلال اتصالين هاتفيين مع كل من رئيس وزراء باكستان عمران خان والهندي ناريندرا مودي، حث الطرفان على تجنب التصعيد في أزمة كشمير.

والأربعاء الماضي، بعد أيام من إلغاء نيودلهي الحكم الذاتي لإقليم كشمير المتنازع عليه أعلنت باكستان، طرد السفير الهندي لديها، وتعليق التجارة الثنائية مع جارتها النووية .

ويؤدي القرار الذي أصدرته الهند إلى وضع الجزء الذي تسيطر عليه من الإقليم تحت حكمها المباشر، وهو ما يهدد بإنهاء حالة الهدوء النسبي بين البلدين الجارين اللذين خاضا ثلاث حروب والعديد من الصراعات والاشتباكات الحدودية منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947.

والأحد الماضي فرضت الهند قيود على التنقل فى بعض مناطق سريناجار أكبر مدن إقليم جامو وكشمير بعد اشتباكات خلال الليل بين السكان والشرطة أسفرت عن إصابة العشرات، حيث تعطل نمط الحياة بها.

والسبت رحب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بقرار مجلس الأمن الدولي مناقشة التوتر في منطقة كشمير غداة إدانة الهند لهذا الاجتماع مؤكدا أن “معالجة معاناة الناس في كشمير وضمان حل النزاع مسؤولية هذه الهيئة الدولية” في إشارة للأمم المتحدة.

من جهته، صرح وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مؤتمر صحفي، السبت، في إسلام أباد، أن باكستان تقيم مراكز لكشمير في عواصم أجنبية “للضغط من أجل الكشميريين وحقهم في تقرير المصير”.

وقال قرشي، إن القوات المسلحة الباكستانية ستكون مستعدة “للرد بحزم” على أي “عمل مغامر” قد تقوم به الهند في أعقاب اجتماع الأمم المتحدة، وفق ما نقلت “فرانس برس”.

وكان سفير الهند في الأمم المتحدة سيد أكبر الدين صرح للصحفيين في نيويورك بعد اجتماع مجلس الأمن الدولي “لا نحتاج إلى هيئات دولية تتدخل في شؤون غيرها لمحاولة إطلاعنا على كيفية إدارة حياتنا. نحن أمة تتجاوز المليار نسمة”.

رحبت باكستان الثلاثاء، بجهود الرئيس الأمريكى الرامية إلى لتخفيف التوتر الراهن فى المنطقة والناجم عن تطورات الوضع فى إقليم كشمير.

وقالت مستشارة رئيس الوزراء الباكستانى لشؤون وزارة الإعلام، فردوس عاشق أعوان – فى سلسلة من التغريدات نقلتها وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية – إن : ” إسلام آباد تقدر الدور الذى يؤديه ترامب لتخفيف التوتر فى المنطقة”..منوهة فى الوقت ذاته بأن جهود الرئيس الأمريكى لتخفيف التوتر حول كشمير تعد ثمرة للجهود التى بذلها رئيس الوزراء الباكستانى عمران خان لإبراز القضية الكشميرية على المستوى العالمي.

وأضافت : أن المجتمع الدولى أدرك الوضع المتدهور فى كشمير المحتلة من قبل الهند، وأعربت عن بالغ القلق إزاء إجراءات أحادية الجانب من قبل الهند، وأشارت إلى أن رئيس الوزراء عمران خان أثار قضية كشمير بقوة وحزم على المحافل الدولية.

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، فى حديث هاتفى، أمس الثلاثاء، مع نظيره الهندى ناريندرا مودى، إنه يجب على الهند وباكستان تسوية الوضع فى كشمير “بشكل ثنائى”.

وأكدت الحكومة البريطانية على “أهمية الشراكة بين الهند وبريطانيا”، داعية الى مزيد من “التجارة والعلاقات الاقتصادية” بين البلدين.

 

أتهمت باكستان الهند بشن أحد حروب الجيل الخامس حيث لم تبلغها الأخيرة بتصريف مياه من أحد السدود مما قد يتسبب في فيضان عبر الحدود، في محاولة لخرق اتفاق مبرم بين بين البلدين منذ فترة طويلة.

 

 

وصرح رئيس هيئة المياه وتنمية الطاقة مزّمل حسين أن الهند تستغل موقعها أعلي النهر، وأنهم “يسعون لعزلنا دبلوماسيا وخنق الاقتصاد ومواردنا المائية، والمياه سيكون لها تأثير تلقائي على الاقتصاد والزراعة والري” حسب رويترز.

وفي المقابل قال مسؤول حكومي هندي مطلع إن تصريف المياه “إجراء روتيني” خلال موسم الرياح الموسمية وإن حجم المياه الذي جرى تصريفه لا يتطلب الإفصاح بموجب الاتفاق بين البلدين.

 

 

غير أن المسؤول أقر بتأثير تدهور العلاقات بين البلدين على تبادل المعلومات بينهما، مضيفا: “كنا نتبادل مثل هذه المعلومات من باب حسن نوايانا… هذه الأيام ولت”.

 

وتدور خلافات بين الهند وباكستان حول الموارد المائية منذ وقت طويل.

 

 

ويقسم ترتيب توسط فيه البنك الدولي نهر السند وروافده بين البلدين. 80 في المئة من الزراعة في باكستان على الري من هذا النهر.

 

 

وهددت الهند الواقعة أعلى النهر في فبراير بمنع وصول فائض المياه إلى باكستان بعد هجوم انتحاري، في كشمير أودى بحياة 40 فردا من قوات الأمن الهندية.

 

 

وفي سياق متصل دارت صدامات الجمعة بين مئات المحتجين في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، والشرطة التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص من بنادق الضغط باتجاههم، حسبما ذكر مراسل “فرانس برس”.

 

 

واندلعت الصدامات بعد أن احتشد عدة آلاف في مدينة سريناغار مركز المنطقة في اليوم 12 من الإغلاق الأمني بعد تجريد كشمير من الحكم الذاتي، وإلحاقها بالحكومة المركزية.

 

 

وذكر الجيش الباكستاني، الجمعة، أن القوات الهندية أطلقت النار عبر خط السيطرة في إقليم كشمير المتنازع عليها، مما أسفر عن مقتل جندي آخر، ليصل عدد القتلى إلى 6 في أقل من 24 ساعة.

 

 

 

وأوضح المتحدث باسم الجيش الجنرال، آصف غفور، في تغريدة على موقع تويتر “ابن شجاع آخر للأرض فقد حياته في أداء الواجب” في بلدة بوتال”، على ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس”.

 

 

وكان الجيش والشرطة في باكستان قالا، الخميس، إن إطلاق نار هندي أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وثلاثة جنود في الجزء الباكستاني من كشمير المقسم بين الخصمتين المسلحتين نوويا، والذي تدعي كلتاهما تبعيته برمتها إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى