أخبارثقافة

تقريرٌ أميركيٌ يشكك في قدرة الهند على حماية الأقلية المسلمة

قال تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي نُشر يوم الجمعة الماضي إن بعض كبار مسئولي حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي ألقوا في العام الماضي “كلمات تحريضية” ضد الأقليات الدينية.

وراجع تقرير وزارة الخارجية الأمريكية هجمات تعرضت لها أقليات خلال 2018، وقال إن “هجمات حشود من الجماعات الهندوسية المتطرفة ضد طوائف الأقلية لا سيما المسلمين استمرت طوال العام وسط شائعات بأن الضحايا تجاروا في أبقار أو ذبحوها من أجل لحومها”.

وأشار أيضا إلى تقارير لمنظمات غير حكومية بأن الحكومة أخفقت أحيانا في التحرك ضد هجمات حشود على الأقليات الدينية والطوائف المهمشة ومنتقدي الحكومة.

وأكدت الوثيقة الأمريكية أن “هجمات غوغائية من قبل مجموعات هندوسية متطرفة ضد الأقليات، خاصة المسلمين، استمرت طوال السنة، احتجاجا على بيع الضحايا أو قتل بقر وثيران”، مضيفة أن السلطات الهندية “وفرت في أحيان كثيرة الحماية لمرتكبي أعمال العنف”، بحسب روسيا اليوم.

وتناول التقرير اغتيال الطفلة المسلمة، أسيفا بانو، في يناير 2018 بتواطؤ مزعوم مع ضباط شرطة، وهو ما أثار احتجاجات واسعة في البلاد وقتها.

وجاء فيه أن أربعة من رجال الشرطة وآخرين اختطفوا الطفلة واقتادوها إلى معبد مجاور واغتصبوها وقتلوها بهدف ترهيب المجتمع المسلم البدوي وإرغامه على مغادرة المنطقة”.

كما أشار التقرير إلى أن العنف الذي يتعرض له المسلمون يشمل أيضا تغيير أسماء المدن والبلدات التي تحمل خلفية مسلمة، ويقول ناشطون إن هذه الخطوات تهدف إلى “محو إسهام المسلمين في تاريخ الهند”.

وأشار أيضا إلى تقارير لمنظمات غير حكومية بأن الحكومة أخفقت أحيانا في التحرك ضد هجمات حشود على الأقليات الدينية والطوائف المهمشة ومنتقدي الحكومة، بحسب سبوتنيك.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير مايك بومبيو سيدعو سلطات الهند خلال زيارته لها إلى التخلي عن أنظمة “إس 400” الروسية للدفاع الجوي والنظر في خيارات بديلة.

ومن المتوقع أن يجري بومبو في نيودلهي محادثات تهدف إلى تمهيد الطريق لعقد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومودي خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان في وقت لاحق من الأسبوع المقبل.

الهند ترفض وتحتج

من ناحيتها استبقت الهند زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتوجيه انتقادات حادة للتقرير الأمريكي الذي كشف انتهاكات تتعرض لها الأقليات المسلمة في الهند على يد مجموعات هندوسية متطرفة، كما رصد التقرير تحريض عدد من قيادات الحزب الحاكم ضد المسلمين وأقليات من ديانات أخرى.

وأصدرت وزارة الخارجية الهندية ردا شديد اللهجة على الانتقاد الأمريكي الذي ورد في تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن الحرية الدينية أثار شكوكا بشأن عدم قدرة الحكومة الهندية على الحد من الهجمات العنيفة على المسلمين الذين يمثلون أقلية في البلاد، حسبما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وقال كومار إن الدستور الهندي يكفل الحريات الأساسية والحرية الدينية لكل المواطنين بما في ذلك الأقليات. ويشكل المسلمون 14 في المئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.

وقال رافيش كومار المتحدث باسم الخارجية الهندية في بيان إن “الهند تفخر بوضعها العلماني ومكانتها كأكبر ديمقراطية وكمجتمع تعددي ملتزم منذ أمد بعيد بالتسامح والاحتواء”، بحسب رويترز.

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى