أخبار

رغم “رسائل السلام”.. مناوشات متجددة مع باكستان مع قرب الانتخابات الهندية

على الرغم من مرور أيام قليلة على تبادل “رسائل السلام” بين رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ونظيره الهندي، بمناسبة العيد الوطني الباكستاني، فإن المناوشات والحرب الكلامية التي يشنها رئيس الوزراء الهندي، تزامنًا مع معركة الانتخابات في بلاده، أطلت برأسها من جديد لترسم صورة التفاعلات بين الخصمين النوويين في جنوب آسيا وشبه القارة.

 

وأعربت باكستان، الجمعة، عن أسفها لتأجيل الهند لاجتماع كان تقررعقده حول ممر “كارتاربور”، دون أي تشاور مسبق.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل، إن “التأجيل في اللحظة الأخيرة دون أخذ رأي باكستان، وخاصة بعد الاجتماع المثمر الذي عقدناه في 19 مارس الجاري، أمر غير مفهوم”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، يوم الجمعة، إن ائتلافه الحاكم سيزيد أغلبيته البرلمانية خلال الانتخابات المقبلة، رغم أن بعض المحللين المستقلين ألمحوا إلى أنه قد يفقد تلك الأغلبية بسبب الاستياء من نقص الوظائف وانخفاض إيرادات المزارعين.

 

ويقدر عدد من يحق لهم التصويت بنحو 900 مليون ناخب، سيفتح الباب أمام الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة بالهند، ويجرى التصويت على سبع مراحل بين 11 أبريل و19 مايو.

 

وستعلن النتائج يوم 23 مايو المقبل، وتوقع مودي خلال مقابلة مع قناة ريبابليك بهارات التلفزيونية تحقيق فوز سهل والحصول على عدد اكبر من المقاعد.

ناريندرا موديوقاد مودي حزبه الهندوسي القومي المتشدد “بهاراتيا جاناتا” وحلفاءه في عام 2014 لتحقيق اغلبية، بينما دفع حزب المؤتمر الذي كان يقود الحكومة حينئذ ثمن تعثر اقتصادي، وخلال ولاية مودي، كان معدل النمو متباينا مما أدى لغضب قطاعات كبيرة من السكان، بحسب رويترز.

 

وحتى أسابيع قليلة مضت، توقعت أغلب استطلاعات الرأي سباقا انتخابيا محموما، لكن حزب مودي استفاد خلال الشهر الماضي من استغلاله الحماسة الوطنية بعد تصعيده للتوتر مع باكستان. وتوقع مودي أن تضطر المعارضة للانتظار خمسة أعوام أخرى لتشكل تحديا جديا في الانتخابات.

 

وتتهم المعارضة بالهند مودي باستغلال الأمن الوطني للحصول على دعم سياسي، خاصة بعدما أدلى بخطاب إلى الأمة يوم الأربعاء ليعلن تحقيق إنجاز في مجال الفضاء بإسقاط قمر صناعي هندي باستخدام صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، بحسب الوكالة.

 

وخلال المقابلة، استغل مودي الهجوم على باكستان مجددا بشأن هجوم وقع الشهر الماضي في إقليم كشمير المتنازع عليه وأدى إلى مقتل 40 من قوات الأمن الهندية.

 

وقال إنه لن يجري محادثات مع إسلام اباد حتى ”يرى العالم أن باكستان تتخذ إجراءات ضد الإرهاب“.

 

وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، رحّب برسالة من نظيره الهندي ناريندرا مودي، بمناسبة العيد الوطني الباكستاني، بعد أسابيع من تصاعد التوترات بين الجارتين من جراء تفجير انتحاري في منطقة كشمير المتنازع عليها.

 

وقال خان، في تغريدة: “أرحب برسالة رئيس الوزراء مودي لشعبنا. في خضم احتفالنا بالعيد الوطني الباكستاني، أعتقد أنه حان الوقت لبدء حوار شامل مع الهند للتصدي لكل القضايا وحلها، خصوصاً القضية المركزية لكشمير، وإقامة علاقة جديدة قائمة على السلام والرخاء لشعبينا”.

 

وبعث رئيس الوزراء الهندي، برسالة بعد أيام من استئناف الدولتين العلاقات الدبلوماسية وعودة السفراء، ومناقشة فتح ممر وحدود جديدة للسماح للسيخ بزيارة أحد أضرحتهم في باكستان.

عارف علوي

 وقال الرئيس عارف علوي، خلال استعراض عسكري، مؤخرا، إن “باكستان تحترم سيادة كل الدول وتتمنى السلام”.

 

يذكر أن باكستان تحتفل في 23 مارس بعيدها الوطني، حيث تم التوافق عام 1940 على إقامة جمهورية وإعلان أول دستور للبلاد.

 

وميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الهندية، يوم الجمعة، أن جنودها في قطاع “بونش” تبادلوا إطلاق النار بشكل كثيف مع القوات الباكستانية على طول خط المراقبة الفاصل بين القسمين الهندي والباكستاني من إقليم كشمير.

 

ونقلت قناة (إن دي تي في) الهندية عن المتحدث باسم الوزارة اللفتنانت كولونيل ديفيندر أناند، قوله إن باكستان بدأت بالهجوم الذي لم يسبقه أي استفزاز من جانبها في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الساعة 7:30 (بالتوقيت المحلي) في قطاعي “مانكوت” و”كريشنا غاتي”.

 

 وأضاف أن الجنود الباكستانيين استخدموا قذائف الهاون وأسلحة نارية صغيرة لاستهداف المواقع الهندية، ما حدا بالجيش الهندي إلى الرد على إطلاق النار.

 

ولقى مسلحان مصرعهما، وأصيب 4 جنود فى مواجهة لا تزال جارية بين قوات الأمن الهندية ومسلحين فى مقاطعة “بادجام” بالشطر الهندى من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.

 

ونقلت قناة (إن دى تى في) الهندية يوم الجمعة، عن مسئول بالشرطة الهندية قوله إن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا وأطلقت عملية تفتيش فى منطقة “ناوجام” بمقاطعة “بادجام” بولاية جامو وكشمير الهندية ، وذلك عقب ورود معلومة تفيد بوجود مسلحين فى المنطقة، مضيفا أن الاشتباك الذى اندلع بين الجانبين أدى إلى مقتل مسلحين اثنين، وجارى التأكد من هويتهما.

 

 

يذكر أن إقليم “كشمير” يتنازع عليه منذ استقلال باكستان والهند عن بريطانيا عام 1947، حيث يتنازع البلدان للسيطرة على الإقليم بعد أن اقتسما السيطرة على أراضيه، ليصبح هناك شطران، شطر هندى باسم ولاية “جامو وكشمير” وآخر باكستانى باسم “آزاد جامو وكشمير”.

 

وأبرزت الصحف الباكستانية الصادرة أمس، إعلان رئيس الوزراء عمران خان، عن العديد من المشاريع التنموية، لتطوير إقليم بلوشستان.

 

واهتمت باتفاق باكستان والنمسا، على تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة.

 

وأشارت صحف السبت، إلى سعي باكستان لتحويل ميناء جوادر إلى منطقة اقتصادية إقليمية تخدم دول المنطقة كافة.

مرحبًا في ميناء جوادر

وتطرقت إلى نجاح الشرطة الباكستانية في إحباط عملية إرهابية كبيرة بإقليم خيبر بختونخواه، إثر اعتقال عنصر إرهابي ومصادرة كمية من المتفجرات من حوزته.

 

وعرجت الصحف على المفاوضات الجارية بين الحكومة الباكستانية وصندوق النقد الدولي، للحصول على برنامج اقتراض يدعم الاقتصاد الباكستاني، وذلك بحسب تقرير لوكالة الانباء السعودية (واس) أمس.

 

وتخطو الحكومة الباكستانية حاليا اصلاحيا من أجل مواجهة تحديات اقتصادية مزمنة، وقال وزير الإعلام والإذاعة الباكستاني فواد حسين شودري، إن الحكومة تتخذ الإجراءات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

 

وأوضح في تصريحات أدلى بها مع قناة تلفزيونية محلية بأن الحكومة ترغب في سد الفجوة بين الأغنياء والفقراء في البلاد، مضيفا بأن الحكومة تبذل جهودها لتعديل القوانين في هذا الصدد، وقال إنه يجب على هيئة المساءلة الوطنية التركيز على قضايا الفساد الكبرى، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية أمس.

 

  • صحيفة الوطن القاهرية

سمير زعقوق

كاتب صحفي، وباحث في شئون شبه قارة جنوب آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى